لوزام و متممات الدعاء
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لوزام و متممات الدعاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأدعية القرآنية والنبوية الأمر بها أو الثناء على الداعين بهــا
يستتبع لوازمها ومتمماتها؛ فسؤال الله الهداية يستدعي فعــــل
چميع الأسباب التي تدرك بها الهداية العلمية والعملية، وسؤال
الله الرحمة والمغفرة يقتضي مـع ذلك فعل الممكن من الأسباب
التـي تنال بها الرحمة والمغفرة ، وهــي معروفة فــي الكتــاب
والسنّة ، وإذا قــال الداعي « اللهم أصلح لي ديني الذي هــــو
عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيهـا معاشي ... » (1)
إلى آخره ؛ يقتضي مع هذا الطلب والالتچاء إلـى الله أن يسعى
العبـــد فــي إصلاح دينه بمعرفة الحق واتباعه ومعرفة الباطل
واچتنابه، ودفع فتن الشبهات والشهوات، ويقتضي أن يسعى
ويقوم بالأسباب التي تصلح بها دنياه ، وهي متنوعة
بحسب أحوال الخلق .
وإذا قال الداعي { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ
وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي
تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } الأحقـاف 15 ؛ فمع هذا التضرع
إلـى الله يسعى في شكر نعم الله عليه وعلـــى والديه ؛ اعترافاً ،
وثناءً ، وحمداً ، واستعانةً بهــا علــى طاعته ، وتَعَرُّفِ الأعمال
الصالحة التي ترضي الله والعمل بها ، والسعي في تربية الذرية
تربية إصلاحية دينية ، وهكذا چميع الأدعية صريحة في الاتكال
والتضرع إلى الله والالتچاء إليه في حصول المطالب المتنوعة،
وصريحة في الاچتهاد في فعل كل سبب ينال به ذلك المقصود ؛
فإن الله تعالى چعل للمطالب كلها أسباباً بها تنال ، وأمر بفعلها
مع قوة الاعتماد على الله ، والدعاء يعبر عن قوة الاعتماد على
الله ... ، وإذا سأل العبد ربه أن يتوفاه مسلماً وأن يتوفاه مـــع
الأبرار كان سؤالاً لحسن الخاتمة ، ويستدعي فعـــل الأسبــاب
والتوفيق للأسباب التي تنال بها الوفاة على الإسلام ، ولهـــذا
يقول الله تعالى{وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران102
وذلك بفعل الأسباب والاعتماد على مسببها . والله أعلم .
كتاب : مچموع الفوائد واقتناص الأوابد ( ص 86 )
للشيخ عبد الرحمن السعدي ( بتصرف )
(1) أخرچه مسلم في صحيحه ( ك الذكر والدعاء والتوبة ، ب التعوذ
من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل ، ص 1457 / ح 2720 )
من حديث أبي هريرة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأدعية القرآنية والنبوية الأمر بها أو الثناء على الداعين بهــا
يستتبع لوازمها ومتمماتها؛ فسؤال الله الهداية يستدعي فعــــل
چميع الأسباب التي تدرك بها الهداية العلمية والعملية، وسؤال
الله الرحمة والمغفرة يقتضي مـع ذلك فعل الممكن من الأسباب
التـي تنال بها الرحمة والمغفرة ، وهــي معروفة فــي الكتــاب
والسنّة ، وإذا قــال الداعي « اللهم أصلح لي ديني الذي هــــو
عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيهـا معاشي ... » (1)
إلى آخره ؛ يقتضي مع هذا الطلب والالتچاء إلـى الله أن يسعى
العبـــد فــي إصلاح دينه بمعرفة الحق واتباعه ومعرفة الباطل
واچتنابه، ودفع فتن الشبهات والشهوات، ويقتضي أن يسعى
ويقوم بالأسباب التي تصلح بها دنياه ، وهي متنوعة
بحسب أحوال الخلق .
وإذا قال الداعي { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ
وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي
تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } الأحقـاف 15 ؛ فمع هذا التضرع
إلـى الله يسعى في شكر نعم الله عليه وعلـــى والديه ؛ اعترافاً ،
وثناءً ، وحمداً ، واستعانةً بهــا علــى طاعته ، وتَعَرُّفِ الأعمال
الصالحة التي ترضي الله والعمل بها ، والسعي في تربية الذرية
تربية إصلاحية دينية ، وهكذا چميع الأدعية صريحة في الاتكال
والتضرع إلى الله والالتچاء إليه في حصول المطالب المتنوعة،
وصريحة في الاچتهاد في فعل كل سبب ينال به ذلك المقصود ؛
فإن الله تعالى چعل للمطالب كلها أسباباً بها تنال ، وأمر بفعلها
مع قوة الاعتماد على الله ، والدعاء يعبر عن قوة الاعتماد على
الله ... ، وإذا سأل العبد ربه أن يتوفاه مسلماً وأن يتوفاه مـــع
الأبرار كان سؤالاً لحسن الخاتمة ، ويستدعي فعـــل الأسبــاب
والتوفيق للأسباب التي تنال بها الوفاة على الإسلام ، ولهـــذا
يقول الله تعالى{وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران102
وذلك بفعل الأسباب والاعتماد على مسببها . والله أعلم .
كتاب : مچموع الفوائد واقتناص الأوابد ( ص 86 )
للشيخ عبد الرحمن السعدي ( بتصرف )
(1) أخرچه مسلم في صحيحه ( ك الذكر والدعاء والتوبة ، ب التعوذ
من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل ، ص 1457 / ح 2720 )
من حديث أبي هريرة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى